منتدى اللادينيين السوريين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى اللادينيين السوريين

منتدى اللادينيين و الملحدين السوريين


    الالحاد و الأخلاق

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 31
    تاريخ التسجيل : 21/04/2009

    الالحاد و الأخلاق Empty الالحاد و الأخلاق

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء أبريل 21, 2009 10:47 pm

    الإلحاد و الأخلاق
    مبادئ

    طالما شعر الإنسان أن الشرائع العامة التي يستخدمها لتنظيم حياته لها مصدر غير وعيه المباشر.
    فنسب هذه القوانين الأساسية، مثل تحريم القتل والسرقة والكذب، إلى الأجداد الأسطوريين أو الآلهة،..
    ولكن حتى عندما يبتعد الإنسان عن مجتمعه الذي يفرض هذه الشرائع ويسهر على تنفيذها، نراه يخاف من خرق هذه القوانين، ويتعذب من تأنيب الضمير في حال مخالفته للتعليمات، ويحاول التكفير عن "الخطيئة" وطلب التوبة والغفران بشتى الوسائل المتاحة.
    هذا الضمير الذي يبدو كمراقب خفي لا تفوته شاردة أو واردة من الاختراقات الأخلاقية، ظهر كتجسد للآلهة أو الأجداد الذين وضعوا القوانين ويتابعون من عالمهم الخفي حسن تطبيقها.
    الحرية مهمة للإنسان، وعادة لا يضحي بها إلا في سبيل الأمان لذلك يدعي كل من يحاول الحفاظ على استبداده، أن البديل هو الفوضى وشريعة الغاب، والحروب الأهلية لذلك نجد جميع ممثلي الأديان يدعون أيضا أن البديل للأديان هو انعدام الأخلاق، فالأخلاق مصدرها التشريع الإلهي، وبابعاد الإله ستعم الفوضى والانحلال الخلقي و"سيذبح الناس بعضهم".

    لذلك بعض التوضيحات عن علاقة الإلحاد بالأخلاق:

    أولا:
    الإلحاد يعني عدم الإيمان بإله أو آلهة، وهذا بحد ذاته لا يستوجب أي شيء آخر، فقد يختلف الملحدون حول كل شيء، ما عدا ذلك. وقد يكون هناك بعض الملحدين الذين قد يوافقون على الأخلاق والشريعة الإسلامية لأنهم يعتبرون محمد رجل عبقري وعظيم، رغم عدم تصديقهم بنبوته، أو لأن أخلاق الإسلام هي ناتجة عن الهوية العربية التي ينتمون إليها.
    ولكن طبعا النموذج الأكثر عموما هو الملحد الذي يوافق على المذهب الإنساني اللبرالي في السياسة والأخلاق.
    مع ذلك، ليست هناك علاقة عضوية بين الإلحاد وبين اللبرالية أو غيرها.

    ثانيا:
    الأخلاق ليست نتيجة للتقيد بالأديان. رغم أن ممثلي الأديان ونصوصهم لا تمل من تكرار ذلك.

    البحوث في عالم الحيوان تظهر وجود "ضمير" أخلاقي عند القردة وكذلك الثدييات الأخرى، والاختلاف عن الإنسان يبدو من حيث الدرجة وليس من حيث الجوهر.
    بمعنى أن جوهر أخلاق الإنسان (تحريم القتل مع الاستثناءات، التعاون وتوزيع العمل، العناية بالأطفال والشيوخ، مفهوم للعدالة في التوزيع مع مراعاة المركز الاجتماعي، المعاملة بالمثل والخوف من العقوبة)، هو ذو أصل بيولوجي وليس مكتسبا من الأديان، علما بأن هذه الأخلاق تسري فقط على أبناء الأسرة أو العشيرة الواحدة..

    ثالثا:
    عبر التاريخ كان أهم تطور في الأخلاق هو باتجاه تعميمها وإطلاقها لتشمل أبناء العشائر الأخرى وكافة أعضاء العشيرة الواحدة. والشعار السائد اليوم هو "إعلان حقوق الإنسان".
    بمعنى أن التضامن العشائري أصبح شعورا وطنيا، والديمقراطية الإغريقية أصبحت تشمل اليوم النساء (بينما ألغيت طبقة العبيد).
    بينما نرى أن الأديان الكبيرة نشأت في عصر متوسط، فلم تلغي فكرة الرق، مارست عنصرية تجاه أبناء الشعوب والأديان الأخرى، واضطهدت المرأة.

    رابعا:
    التغير الأخلاقي للمجتمع أو حتى للشخص لا يحدث بين يوم وليلة. بل هو عملية طويلة بطيئة جدا..
    فلا الإسلام قلب أخلاق المجتمع العربي (رغم هواية كتاب التاريخ بتصوير ظلام العصر الجاهلي مقابل نور الإسلام)، ولا الإلحاد أو العلمانية ألغت الأخلاق السائدة في أوروبة أو أمريكا.
    الذي يحدث هو تغير بضعة أمور سطحية لم تكن مستقرة أساسا، والمثال السائد هو تحرر الأخلاق الجنسية في الغرب (بينما يتم تغطية هذه الأمور بستار "إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا" في بلادنا). بينما نرى فشلا ذريعا في محاولة إدخال أخلاق جديدة إلى المجتمع (مثلا الأخلاق الشيوعية في الاتحاد السوفييتي السابق).

    خامسا:
    من أين يستقي الملحد المبادئ الأخلاقية ليربي أولاده عليها؟
    ليس هناك أي شيء "مفاجئ"..
    فالملحد يعلم أولاده الأخلاق التي يتبعها بنفسه، وهي غالبا أخلاق المجتمع حوله.
    وحتى وإن اختلف مع المجتمع حوله في نظرته فهو ليس المؤثر الوحيد في تربية أولاده، بل هناك تأثيرات عديدة أخرى (رفاق المدرسة، الأقارب الآخرون، التلفزيون..الخ).

    أما التبرير الديني للأخلاق، فهو ممكن إذا أردنا تخويف الأطفال ("إذا كذبت فسيحرقك الله بالنار")، ولكن انتشار الكذب اليومي في الشعوب العربية أكثر منه بكثير في الغرب يوضح عدم نجاح هذه الطريقة..
    [center]

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 9:39 pm