مبادئ
أسئلة "لماذا" هي من أصعب الأسئلة التي يمكن أن يطرحها الإنسان.
فهي تسأل عن القصد والهدف من وجود أو حدوث شيء.
والإجابة على ذلك كثيرا ما تكون صعبة،فقد يمكننا تحليل المسببات إلى حد ما،ولكن غالبا لا يمكننا أكثر من التكهن عن الأهداف والغايات.
فقد يسأل أحدهم، لماذا لا تسقط النجوم على الأرض،الجواب المتعارف عليه حاليا هو "الجاذبية"،فنحن نعرف اليوم أن النجوم ليست "تفاحة" معلقة في سقف خيمة السماء،لتسقط على الأرض لو لم يتم تثبيتها هناك.ومن جهة أخرى فالسقوط هو وصف للحركة التي تتسبب بها قوة الجاذبية،وبهذا المعنى فالنجوم "تسقط" بشكل مستمر (مثلا حول مركز ثقل المجرة)ولكن فمن المؤكد أن السؤال التالي هو ولماذا توجد قوة الجاذبية؟وما أن تتم الإجابة على هذا، يأتي غيره..
نحن نعرف هذه الطريقة من التساؤلات عند الأطفال.
فكثيرا ما يعجزون أهلهم بأسئلة لا تنتهي.
لماذا البحر أزرق؟
.. لأنه يعكس لون السماء..
لماذا السماء زرقاء؟
.. لأنها تمتص جميع ألوان الطيف عدا الأزرق..
لماذا لا تمتص الأزرق؟
(..الأب يتذكر أنه قرأ ذات مرة أن ذلك يعود إلى البنية الذرية لأحد غازات الغلاف الجوي، والمسافة التي لا تسمح لموجات بطول معين من اختراق ذلك..ولكنه ليس متأكدا..)
(هنا يفقد الأب صبره، ويتمتم "لا حول ولا قوة إلا بالله.."، ويحاول إلهاء الطفل بموضوع آخر)..
..انظر إلى هذه البقرة وكيف تقول "مو"..
لماذا تقول البقرة "مو"؟
..هكذا لغتها...
لماذا لا تتكلم البقرة بلغتنا؟
والأسئلة لا تنتهي..
وفضول الطفل لا يرتوي..
ولكن كل من تعامل مع الأطفال بحساسية يعرف أن حل مشكلة الأسئلة أسهل بكثير عندما تجيبهم بقصة جيدة عوضا عن تلك الأجوبة المقتضبة، التي لا تستثير إلا المزيد من الأسئلة.
(الأب يبدأ باختراع قصة.)
.. في سالف الأزمنة كانت البقرة تتكلم بلغة البشر، وتحكي لهم القصص والأشعار وتسمع لقصصهم، وكانت هذه القصص جميلة وكان الأطفال يستمتعون بها.. كان ذلك قبل اختراع التلفزيون بوقت طويل.. حتى قبل "تغريبة بني هلال"، و"عنترة بن شداد".. وكانت البقرة تحب الأطفال وتسليهم..
ولكن في يوم من الأيام جاء طفل مؤذي ورمى البقرة بحجر، فانزعجت البقرة كثيرا وتوقفت عن الكلام..
(الطفل غرق في القصة، وانزعج عندما عرف أن البقرة توقفت عن الكلام لأن بعض الأطفال أذوها.)
لماذا رمى الطفل الحجر على البقرة؟
.. هكذا، أذى وقلة تربية..(الأب يستمتع بتحويل الموضوع إلى درس أخلاقي)
.. تعرف يا ولدي، من المهم أن تسمع كلمة أهلك وتعامل الناس والمخلوقات جميعا بمحبة واحترام..
بنفس الطريقة نرى أن الأسئلة عن بنية الكون ونشأته وغاية وجوده، صعبة الإجابة وكل إجابة تستثير المزيد من الأسئلة.
ومن الواضح لكل من راقب طريقة تعامل أي دين مع هذه الأمور، أن الدين لا يجيب فعلا عن هذه الأمور. لأن كل إجابة تستوجب أسئلة أخرى. (من السهل ملاحظة ذلك بالنسبة للأديان التي لا يؤمن بها المراقب)
ولكن الأديان تحكي عادة "قصة جيدة" لتجيب عن هذه الأسئلة (أو بالأحرى لتتجنب الإجابة عن الأسئلة..)
وعادة ما يكفي ذلك..ويرتاح المؤمنون من عناء الاستمرار بالسؤال..
ومن وقت لآخر،يظهر شخص لا يقتنع بالأجوبة الدارجة في محيطه الاجتماعي،ويسأل من جديد،ماذا يفعل الله بعد حدوث يوم القيامة وتوزيع البشر بين الجنة والنار؟
لماذا سمح الله لإبليس بإغواء البشر ولم يعاقبه مباشرة؟
لماذا؟
---------------------------
ملاحظة:
المحافظة على فضول الأطفال وتساؤلاتهم هي محرك التطور الفكري.
فما أكثر أسئلتنا، وما أصعب الإجابة على هذه الأسئلة.
وكل سؤال يستتبع أسئلة لاحقة،
وعطشنا إلى المعرفة لا يتوقف.
ولذلك أتفهم أنه من حق كل شخص أن يقف عند النقطة التي يريدها،
ويبني قناعاته بناء على خبرته وتجربته في الحياة.
أسئلة "لماذا" هي من أصعب الأسئلة التي يمكن أن يطرحها الإنسان.
فهي تسأل عن القصد والهدف من وجود أو حدوث شيء.
والإجابة على ذلك كثيرا ما تكون صعبة،فقد يمكننا تحليل المسببات إلى حد ما،ولكن غالبا لا يمكننا أكثر من التكهن عن الأهداف والغايات.
فقد يسأل أحدهم، لماذا لا تسقط النجوم على الأرض،الجواب المتعارف عليه حاليا هو "الجاذبية"،فنحن نعرف اليوم أن النجوم ليست "تفاحة" معلقة في سقف خيمة السماء،لتسقط على الأرض لو لم يتم تثبيتها هناك.ومن جهة أخرى فالسقوط هو وصف للحركة التي تتسبب بها قوة الجاذبية،وبهذا المعنى فالنجوم "تسقط" بشكل مستمر (مثلا حول مركز ثقل المجرة)ولكن فمن المؤكد أن السؤال التالي هو ولماذا توجد قوة الجاذبية؟وما أن تتم الإجابة على هذا، يأتي غيره..
نحن نعرف هذه الطريقة من التساؤلات عند الأطفال.
فكثيرا ما يعجزون أهلهم بأسئلة لا تنتهي.
لماذا البحر أزرق؟
.. لأنه يعكس لون السماء..
لماذا السماء زرقاء؟
.. لأنها تمتص جميع ألوان الطيف عدا الأزرق..
لماذا لا تمتص الأزرق؟
(..الأب يتذكر أنه قرأ ذات مرة أن ذلك يعود إلى البنية الذرية لأحد غازات الغلاف الجوي، والمسافة التي لا تسمح لموجات بطول معين من اختراق ذلك..ولكنه ليس متأكدا..)
(هنا يفقد الأب صبره، ويتمتم "لا حول ولا قوة إلا بالله.."، ويحاول إلهاء الطفل بموضوع آخر)..
..انظر إلى هذه البقرة وكيف تقول "مو"..
لماذا تقول البقرة "مو"؟
..هكذا لغتها...
لماذا لا تتكلم البقرة بلغتنا؟
والأسئلة لا تنتهي..
وفضول الطفل لا يرتوي..
ولكن كل من تعامل مع الأطفال بحساسية يعرف أن حل مشكلة الأسئلة أسهل بكثير عندما تجيبهم بقصة جيدة عوضا عن تلك الأجوبة المقتضبة، التي لا تستثير إلا المزيد من الأسئلة.
(الأب يبدأ باختراع قصة.)
.. في سالف الأزمنة كانت البقرة تتكلم بلغة البشر، وتحكي لهم القصص والأشعار وتسمع لقصصهم، وكانت هذه القصص جميلة وكان الأطفال يستمتعون بها.. كان ذلك قبل اختراع التلفزيون بوقت طويل.. حتى قبل "تغريبة بني هلال"، و"عنترة بن شداد".. وكانت البقرة تحب الأطفال وتسليهم..
ولكن في يوم من الأيام جاء طفل مؤذي ورمى البقرة بحجر، فانزعجت البقرة كثيرا وتوقفت عن الكلام..
(الطفل غرق في القصة، وانزعج عندما عرف أن البقرة توقفت عن الكلام لأن بعض الأطفال أذوها.)
لماذا رمى الطفل الحجر على البقرة؟
.. هكذا، أذى وقلة تربية..(الأب يستمتع بتحويل الموضوع إلى درس أخلاقي)
.. تعرف يا ولدي، من المهم أن تسمع كلمة أهلك وتعامل الناس والمخلوقات جميعا بمحبة واحترام..
بنفس الطريقة نرى أن الأسئلة عن بنية الكون ونشأته وغاية وجوده، صعبة الإجابة وكل إجابة تستثير المزيد من الأسئلة.
ومن الواضح لكل من راقب طريقة تعامل أي دين مع هذه الأمور، أن الدين لا يجيب فعلا عن هذه الأمور. لأن كل إجابة تستوجب أسئلة أخرى. (من السهل ملاحظة ذلك بالنسبة للأديان التي لا يؤمن بها المراقب)
ولكن الأديان تحكي عادة "قصة جيدة" لتجيب عن هذه الأسئلة (أو بالأحرى لتتجنب الإجابة عن الأسئلة..)
وعادة ما يكفي ذلك..ويرتاح المؤمنون من عناء الاستمرار بالسؤال..
ومن وقت لآخر،يظهر شخص لا يقتنع بالأجوبة الدارجة في محيطه الاجتماعي،ويسأل من جديد،ماذا يفعل الله بعد حدوث يوم القيامة وتوزيع البشر بين الجنة والنار؟
لماذا سمح الله لإبليس بإغواء البشر ولم يعاقبه مباشرة؟
لماذا؟
---------------------------
ملاحظة:
المحافظة على فضول الأطفال وتساؤلاتهم هي محرك التطور الفكري.
فما أكثر أسئلتنا، وما أصعب الإجابة على هذه الأسئلة.
وكل سؤال يستتبع أسئلة لاحقة،
وعطشنا إلى المعرفة لا يتوقف.
ولذلك أتفهم أنه من حق كل شخص أن يقف عند النقطة التي يريدها،
ويبني قناعاته بناء على خبرته وتجربته في الحياة.