تعددت آراء علماء المسلمين و توجهاتهم لمعرفة سبب الفشل الاسلامي والواقع المرير الذي يعيش فيه المسلمون و هم اصحاب الشريعة التي تحتوي على الحكمة الضائعة، و بحثوا و نقبوا للعثور عن هذا السبب في كل مكان محاولين حل هذه المعضلة، و لكن بالطبع الا مكان واحد كان من الممكن ان يختصر عليهم مشقة و عذاب البحث و التنقيب و وجع الرأس، ففزعهم مبرر اذا علمت بأنهم مبشرون و موعودون بأنهم ستفتح امامهم البلاد و سيخضعوا جميع اهل الارض تحت راية دينهم، ولديهم قناعة مؤكدة بدرجة لا تقبل الحساب ولا تخضع لقانون رياضي بأن شريعتهم تحتوي على سر الكون و كشف اسرار الانسان و سعادته و حل جميع معضلات البشرية، وعند تطبيقها سوف يخرجون الزير من البير، و سيكون الغرب الكافر الذي يمتعه الله قليلا بالمقارنة معهم كأنه من سكان اهل الكهف، وهذا الحلم سيتحقق فورا فقط عندما يفهمونها!!
فمليار و نصف مليار مسلم متفقون و بإصرار يحسدون عليه بأنهم لا يطبقون الشريعة بالشكل الذي اراده الله ان تطبق!! و تزداد حيرتهم يوميا بما يواجهونه امام العالم لتبرير ما يقوم به المسلمين من بلاوي و مصائب محصورة فقط داخل محيط الكرة الارضية، فيكون الرد جاهزا بالندب و التحسر على الدين الاسلامي و ما حل به علي ايديهم، و يضربوا كفا بكف على ضيعان هذا الدين فيهم، لدرجة ستتولد لديهم قناعة بأن الله "لربما" اخطأ في انزال هذه الشريعة السمحاء عليهم!! و احتاروا و حيروا البشرية معهم على من يجب تحميل خطأ فهم الشريعة!! و من المسؤول؟؟
ربما الحوار التالي الذي حدث في منتدى الحاد سيجيب عن هذا التساؤلو يلخص فكر مليار مسلم :
pensiero : اذا تعترف ان الاسلام على مدار 1400 عام لم يستطع ان يغير او يهذب الشخصية العربية.. اذاً فشل الاسلام ان يكون صالحا لكل الامم وكل ذمان ومكان
العقل بالعقل : العكس هو الصحيح يا عزيزي فشل العرب في تقديم الاسلام الصحيح والنتائج ما نراها الان في العالم العربي والملحدين العرب نتيجة ظهورهم تعزى لعدم استيعاب الاسلام في المنطقة العربية بشكل صحيح.
و لمسلم آخر وجهة نظر في الموضوع :
"التخلف الذي يتأرجح تحت وطاته المسلمين راجع بالأساس لعدم التقيد بمبادئ الدين الإسلامي وتعاليمه بشكل مناسب، فضاعت أو كادت تضيع معاني الدين (....) فالخلل ليس من الدين، بل في اصحابه"
انتهى...
الزميل العقل بالعقل اختار ان يكون العرب هم سبب عدم استيعاب الاسلام، بمعنى ان المسلم الكردي مثلا (شي بيرفع الراس و الله) ..
بينما ذهب الزميل المسلم الاخر برأيه بأن تخلف المسلمين راجع بالاساس لعدم تطبيق الشريعة و الخلل في اصحابها اي المسلمون بكل بساطة..
وعندما ذهب الامام محمد عبدو الى أوربا قال جملته الشهيرة بأنه رأى هناك اسلام و لم ير مسلمين، و في بلاد الاسلام رأى مسلمين ولم ير الاسلام، ويتناقل المسلمون هذه المقولة بفخر كبير ظنا منهم بأنها سوف تفتح امامهم ابواب السفارات الغربية.
لا يختلف ما قاله الامام محمد عبدو عن معنى ما قاله الزملاء و ان اختلفت الالفاظ و الرؤى و فصلت بينه السنوات، و لكن ما يجمعهم بأنهم يطلقون الكلمات و العبارات في الهواء بدون تقدير لابعاد ما تحمله هذه الهراءات من مضامين و مفاهيم، فالمهم عندهم أن ينتصروا لدينهم بشتى الطرق و الوسائل و بكل انواع الجهاد و هذا "اضعف الايمان".
- ظاهر هذه العبارات يوحي بأنها تقوم بالدفاع عن الاسلام والجهاد و التفاني في سبيله، و لكن الحقيقة عكس ذلك تماما، فهي في طياتها دفاعا عن المسلمين و اخفاء سلبيتهم و عدم استعدادهم لتحمل مسؤولية اختيارهم، و هذا ما تربى عليه المسلم و برمج عليه منذ نعومة اظفاره بالنبذ و التهميش و الخضوع الكلي ظنا منهم بأنهم يحسنون صنعا، بهذه النوعية من التربية و المعتقدات التي زرعت في عقل المسلم اصبح متواكلا و مستسلما للامور طالما يؤمن بانه لا يملك زمام امره في شيء و كل امر هو مكتوب و مقدر و اصبح لا يؤثر به الفشل و الاحباط طالما انهم اقنعوه بأن الكفار سخروا لخدمته و بأن هناك يوم سوف يحاسب كلٍ على افعاله و لكن في النهاية هم من سوف ينتصر، لذلك استقبل هذه الجمل بالترحاب و السعادة و الحبور لانها حلت بها جميع مشاكله النفسية و العقائدية، و هذا يدل بأن المسلم لا يعرف عن دينه اكثر مما يعرف زغلول النجار في العلم، وانه يسير خلف علمائه كالمنوّم مغناطيسيا مرددا عباراتهم و اذكارهم كالببغاء دون ادراك او وعي او تساؤل
.
علمائه الذين يفكرون بالنيابة عنه بكل منطقة في جسمهم الا عقولهم لم يخطر ببالهم مالهذه التبريرات من اشارات و اعترافات ضمنية تفترض بداية بأن الاسلام بعد 1400 سنة لم يستطع أن يبني انسانا متوازنا يستطيع ان يكون مسؤولا عن تصرفاته و يحكم عقله و يكون صاحب قرار يعتمد عليه حتى يتكرم الاسلام و يعترف به.
و هم بهذه التبريرات اساؤوا الى دينهم اكثر مما يحسبون بأنهم قدموا له خدمة جليلة ينتظرون منه في المقابل الاجر و الثواب، فالاله الذي كلف نفسه عناء ارسال الرسل و الرسالات لهدي البشرية، مؤكدا بأنه يهتم بالنتائج التي سيخرج منها هذا الدين المتمثلة بنوعية البشر مستلمي الرسالة، فإذا لم تستطيع رسالته ان تبني في قوم القدرة على تحمل مسؤولية هذه الامانة و العمل بها و لديهم القوة لتحمل نتائج اختيارهم و قرارهم بإنتمائهم لهذا الدين فما فائدة هذه الرسالة بالنسبة الى الله!!
و بنفس مبدأ القياس فهم بتفضيل الرسالة عليهم يثبتون احد امرين اما فشل الله في رسالته أو فشلهم في تنفيذ رسالة الله!! و بإثبات احد الامرين ينتفي الاخر و هم اثبتوا الامرين معا دفعة واحدة.
لاشك بأن كل من يتكلم بمنطق فشل العرب في استيعاب تطبيق الدين، او ان المسلمين لا يمثلون بتصرفاتهم الاسلام -الذي بالمناسبة يدخلونه في ادق تفاصيل حياتهم- هو في حقيقة الامر يضع امنياته و رغباته المكبوتة في نوعية الدين الذي يتمناه، لانه ضمنيا يشعر بما يحويه دينه من نواقص و صعوبات لا تتناسب مع ما احدثته الازمنه من تطور و تعقيدات حياتية و اجتماعية و عليه ان يتعامل مع هذه الظروف بنصوص ثابتة لا تتغير المفروض انها تحاكي جميع الاماكن و الازمنة، و لكن عقله لا يراها لما زرعه كهانه من خوف و محو للشخصية دمرت ثقته بنفسه، فهذا الدين اكبر و اعمق من ان يصل هو بفهمه المحدود اليه، فقام علماءه غير مشكورين ببناء جهازه العقائدي منذ 1400 سنة تراكمت فيه جميع انواع العبودية و الخضوع و الانسياق التام و نكران الذات و تهميشها، و وضع جميع انواع قيود على التفكير للسيطرة على تابعيه بالاكثار من مقدساتهم بداية من الحجر الى الشجر مرورا بالبشر انتهاء بالشريعة السمحاء منعا من الاقتراب و كأنه جمعية سرية ويجب ألا "يمسه الا المطهرون"، هذا الجهاز العقائدي وجّه تفكيرالمسلم لان يرى كل ما في دينه جميل، عندما نفهم هذه العقلية الموجهة يمكن فهم النشوة التي تنتاب المسلم لسماع صوت الطبلة في الاناشيد الدينية و شعوره بالغثيان عند سماع الموسيقى، تماما الامر نفسه مع المفسرون بما يقومون به من إدخال تعابير و معاني من عندهم ليستقيم معنى الاية و تصبح مفهومة و بعد ذلك يستدلون على اعجازها، مع ان ابسط معايير الاستدلال على ان هذا كلام من عند الله يجب ان يتسم ببساطة التعبير و سهولة الفهم حتى من قبل طرزان او ماوكلي فتى الادغال!!
لماذا المسلمون لا يمثلون الاسلام؟؟ و من يعطي صفته للاخر؟؟ و لماذا عند وقوع اي امر يحرج المسلمين وما اكثرها يسارع رجال الدين واضعين طرف سراويلهم في افواهم يهرولون لنفي علاقة الاسلام بما قام به المسلمون!!
ربما الاحداث التي قام بها المسلمون تجيب على هذه الاسالة
:
- فعندما وقعت احداث ايلول/سبتمبرهب المسلمون يدافعون عن دينهم صوتا واحدا يصرخون بعدم ربط تصرفات المسلمين بالاسلام.
- وعند وقوع تفجيرات لندن قامت جميع الهيئات الاسلامية بقراءة سورة براءة من اصحاب هذا الفعل الشنيع الغير مستحب و المكروه شرعا خصوصا بأنه لم تذكر السيرة النبوية حادثة قتل نملة خلال 23 سنة من عمر الرسالة.
- تفجيرات اسبانيا اكدت بأن المسلمون محسودون و متآمر عليهم و كان الرد متوقعا للهيئات و البلاد الاسلامية "هذه الافعال ليست من تعاليم الاسلام في شيء".
- قيام رجل باكستاني يقيم في كندا بقتل ابنته لانها لم ترضى بالزي الاسلامي (الحجاب)، حادث عادي يحدث مع اي شخص في اي دولة كل يوم.
- شيخ مصري هارب من سماحة بلده ويعيش من باب التقشف و الزهد في الحياة في ارهاب المملكة البريطانية يقول بأن الملكة يجب عليها اما ان تسلم او ان تدفع الجزية، و من كرم اخلاقه بأنه ترك لها حرية الاختيار، و هنا انا اقول لكم بكل صدق بأن هذا الكلام دس على الاسلام و ليس منه في شيء لانه المفروض شرعا ان تدفع الملكة الجزية عن يد و هي صاغرة بمعنى ان تأتي لدفع الجزية و هي مقرفصة مثلا.
بعد هذا الا يحق لنا ان نسأل اين موضع الخطأ على وجه التحديد، في النظرية ام في التطبيق؟؟
الحقيقة الامر سواء... فإذا كان التطبيق خطأ فهو يرجع من النظرية فنحن لا نتحدث عن نظرية اجتاعية قيد الدراسة و التجربة و لكن عن نظرية الهية، نظرية الهية تحتوي حل جميع الامراض الاجتماعية و العقد النفسية للانسان و حل جميع مشاكله الحياتية، فخطأ تطبيقها يهدمها من اساسها لانها بديهيا يجب ان تكون مفهومة عل الاقل من جانب مطبقيها!!
فالمسلمون اليوم على اختلاف قومياتهم و اعراقهم و ثقافاتهم متفقين بأنهم جميعا لا يطبقوا تعاليم الاسلام الصحيح و لا يمتون له بصلة وصل و هو منهم بريء، بناء على هذا الاعتراف حلت جميع المشاكل، فإذا كان الخطأ في النظرية -بكل بساطة- لا يوجد اي سبب يدعو للاستمرار بتطبيقها!! و إن كان الخطأ في التطبيق من ذا الذي يستطيع أن يحكم بأن المسلمون يطبقون النظرية بالشكل الذي يرضاه الله ورسوله، بعد ان عقّدها الله بقطع الوحي شبكة الاتصال الوحيدة المرخص لها بالتواصل معه؟؟
في النهاية ..و بناء على ما تقدم، بما أن المسلمون بناء على رأيهم في انفسهم لا يمثلون الاسلام ولا يطبقون تعاليمه التي شرّعها الحكيم من فوق سبع سموات اقترح تطبيق حد الردة عليهم!!!
فمليار و نصف مليار مسلم متفقون و بإصرار يحسدون عليه بأنهم لا يطبقون الشريعة بالشكل الذي اراده الله ان تطبق!! و تزداد حيرتهم يوميا بما يواجهونه امام العالم لتبرير ما يقوم به المسلمين من بلاوي و مصائب محصورة فقط داخل محيط الكرة الارضية، فيكون الرد جاهزا بالندب و التحسر على الدين الاسلامي و ما حل به علي ايديهم، و يضربوا كفا بكف على ضيعان هذا الدين فيهم، لدرجة ستتولد لديهم قناعة بأن الله "لربما" اخطأ في انزال هذه الشريعة السمحاء عليهم!! و احتاروا و حيروا البشرية معهم على من يجب تحميل خطأ فهم الشريعة!! و من المسؤول؟؟
ربما الحوار التالي الذي حدث في منتدى الحاد سيجيب عن هذا التساؤلو يلخص فكر مليار مسلم :
pensiero : اذا تعترف ان الاسلام على مدار 1400 عام لم يستطع ان يغير او يهذب الشخصية العربية.. اذاً فشل الاسلام ان يكون صالحا لكل الامم وكل ذمان ومكان
العقل بالعقل : العكس هو الصحيح يا عزيزي فشل العرب في تقديم الاسلام الصحيح والنتائج ما نراها الان في العالم العربي والملحدين العرب نتيجة ظهورهم تعزى لعدم استيعاب الاسلام في المنطقة العربية بشكل صحيح.
و لمسلم آخر وجهة نظر في الموضوع :
"التخلف الذي يتأرجح تحت وطاته المسلمين راجع بالأساس لعدم التقيد بمبادئ الدين الإسلامي وتعاليمه بشكل مناسب، فضاعت أو كادت تضيع معاني الدين (....) فالخلل ليس من الدين، بل في اصحابه"
انتهى...
الزميل العقل بالعقل اختار ان يكون العرب هم سبب عدم استيعاب الاسلام، بمعنى ان المسلم الكردي مثلا (شي بيرفع الراس و الله) ..
بينما ذهب الزميل المسلم الاخر برأيه بأن تخلف المسلمين راجع بالاساس لعدم تطبيق الشريعة و الخلل في اصحابها اي المسلمون بكل بساطة..
وعندما ذهب الامام محمد عبدو الى أوربا قال جملته الشهيرة بأنه رأى هناك اسلام و لم ير مسلمين، و في بلاد الاسلام رأى مسلمين ولم ير الاسلام، ويتناقل المسلمون هذه المقولة بفخر كبير ظنا منهم بأنها سوف تفتح امامهم ابواب السفارات الغربية.
لا يختلف ما قاله الامام محمد عبدو عن معنى ما قاله الزملاء و ان اختلفت الالفاظ و الرؤى و فصلت بينه السنوات، و لكن ما يجمعهم بأنهم يطلقون الكلمات و العبارات في الهواء بدون تقدير لابعاد ما تحمله هذه الهراءات من مضامين و مفاهيم، فالمهم عندهم أن ينتصروا لدينهم بشتى الطرق و الوسائل و بكل انواع الجهاد و هذا "اضعف الايمان".
- ظاهر هذه العبارات يوحي بأنها تقوم بالدفاع عن الاسلام والجهاد و التفاني في سبيله، و لكن الحقيقة عكس ذلك تماما، فهي في طياتها دفاعا عن المسلمين و اخفاء سلبيتهم و عدم استعدادهم لتحمل مسؤولية اختيارهم، و هذا ما تربى عليه المسلم و برمج عليه منذ نعومة اظفاره بالنبذ و التهميش و الخضوع الكلي ظنا منهم بأنهم يحسنون صنعا، بهذه النوعية من التربية و المعتقدات التي زرعت في عقل المسلم اصبح متواكلا و مستسلما للامور طالما يؤمن بانه لا يملك زمام امره في شيء و كل امر هو مكتوب و مقدر و اصبح لا يؤثر به الفشل و الاحباط طالما انهم اقنعوه بأن الكفار سخروا لخدمته و بأن هناك يوم سوف يحاسب كلٍ على افعاله و لكن في النهاية هم من سوف ينتصر، لذلك استقبل هذه الجمل بالترحاب و السعادة و الحبور لانها حلت بها جميع مشاكله النفسية و العقائدية، و هذا يدل بأن المسلم لا يعرف عن دينه اكثر مما يعرف زغلول النجار في العلم، وانه يسير خلف علمائه كالمنوّم مغناطيسيا مرددا عباراتهم و اذكارهم كالببغاء دون ادراك او وعي او تساؤل
.
علمائه الذين يفكرون بالنيابة عنه بكل منطقة في جسمهم الا عقولهم لم يخطر ببالهم مالهذه التبريرات من اشارات و اعترافات ضمنية تفترض بداية بأن الاسلام بعد 1400 سنة لم يستطع أن يبني انسانا متوازنا يستطيع ان يكون مسؤولا عن تصرفاته و يحكم عقله و يكون صاحب قرار يعتمد عليه حتى يتكرم الاسلام و يعترف به.
و هم بهذه التبريرات اساؤوا الى دينهم اكثر مما يحسبون بأنهم قدموا له خدمة جليلة ينتظرون منه في المقابل الاجر و الثواب، فالاله الذي كلف نفسه عناء ارسال الرسل و الرسالات لهدي البشرية، مؤكدا بأنه يهتم بالنتائج التي سيخرج منها هذا الدين المتمثلة بنوعية البشر مستلمي الرسالة، فإذا لم تستطيع رسالته ان تبني في قوم القدرة على تحمل مسؤولية هذه الامانة و العمل بها و لديهم القوة لتحمل نتائج اختيارهم و قرارهم بإنتمائهم لهذا الدين فما فائدة هذه الرسالة بالنسبة الى الله!!
و بنفس مبدأ القياس فهم بتفضيل الرسالة عليهم يثبتون احد امرين اما فشل الله في رسالته أو فشلهم في تنفيذ رسالة الله!! و بإثبات احد الامرين ينتفي الاخر و هم اثبتوا الامرين معا دفعة واحدة.
لاشك بأن كل من يتكلم بمنطق فشل العرب في استيعاب تطبيق الدين، او ان المسلمين لا يمثلون بتصرفاتهم الاسلام -الذي بالمناسبة يدخلونه في ادق تفاصيل حياتهم- هو في حقيقة الامر يضع امنياته و رغباته المكبوتة في نوعية الدين الذي يتمناه، لانه ضمنيا يشعر بما يحويه دينه من نواقص و صعوبات لا تتناسب مع ما احدثته الازمنه من تطور و تعقيدات حياتية و اجتماعية و عليه ان يتعامل مع هذه الظروف بنصوص ثابتة لا تتغير المفروض انها تحاكي جميع الاماكن و الازمنة، و لكن عقله لا يراها لما زرعه كهانه من خوف و محو للشخصية دمرت ثقته بنفسه، فهذا الدين اكبر و اعمق من ان يصل هو بفهمه المحدود اليه، فقام علماءه غير مشكورين ببناء جهازه العقائدي منذ 1400 سنة تراكمت فيه جميع انواع العبودية و الخضوع و الانسياق التام و نكران الذات و تهميشها، و وضع جميع انواع قيود على التفكير للسيطرة على تابعيه بالاكثار من مقدساتهم بداية من الحجر الى الشجر مرورا بالبشر انتهاء بالشريعة السمحاء منعا من الاقتراب و كأنه جمعية سرية ويجب ألا "يمسه الا المطهرون"، هذا الجهاز العقائدي وجّه تفكيرالمسلم لان يرى كل ما في دينه جميل، عندما نفهم هذه العقلية الموجهة يمكن فهم النشوة التي تنتاب المسلم لسماع صوت الطبلة في الاناشيد الدينية و شعوره بالغثيان عند سماع الموسيقى، تماما الامر نفسه مع المفسرون بما يقومون به من إدخال تعابير و معاني من عندهم ليستقيم معنى الاية و تصبح مفهومة و بعد ذلك يستدلون على اعجازها، مع ان ابسط معايير الاستدلال على ان هذا كلام من عند الله يجب ان يتسم ببساطة التعبير و سهولة الفهم حتى من قبل طرزان او ماوكلي فتى الادغال!!
لماذا المسلمون لا يمثلون الاسلام؟؟ و من يعطي صفته للاخر؟؟ و لماذا عند وقوع اي امر يحرج المسلمين وما اكثرها يسارع رجال الدين واضعين طرف سراويلهم في افواهم يهرولون لنفي علاقة الاسلام بما قام به المسلمون!!
ربما الاحداث التي قام بها المسلمون تجيب على هذه الاسالة
:
- فعندما وقعت احداث ايلول/سبتمبرهب المسلمون يدافعون عن دينهم صوتا واحدا يصرخون بعدم ربط تصرفات المسلمين بالاسلام.
- وعند وقوع تفجيرات لندن قامت جميع الهيئات الاسلامية بقراءة سورة براءة من اصحاب هذا الفعل الشنيع الغير مستحب و المكروه شرعا خصوصا بأنه لم تذكر السيرة النبوية حادثة قتل نملة خلال 23 سنة من عمر الرسالة.
- تفجيرات اسبانيا اكدت بأن المسلمون محسودون و متآمر عليهم و كان الرد متوقعا للهيئات و البلاد الاسلامية "هذه الافعال ليست من تعاليم الاسلام في شيء".
- قيام رجل باكستاني يقيم في كندا بقتل ابنته لانها لم ترضى بالزي الاسلامي (الحجاب)، حادث عادي يحدث مع اي شخص في اي دولة كل يوم.
- شيخ مصري هارب من سماحة بلده ويعيش من باب التقشف و الزهد في الحياة في ارهاب المملكة البريطانية يقول بأن الملكة يجب عليها اما ان تسلم او ان تدفع الجزية، و من كرم اخلاقه بأنه ترك لها حرية الاختيار، و هنا انا اقول لكم بكل صدق بأن هذا الكلام دس على الاسلام و ليس منه في شيء لانه المفروض شرعا ان تدفع الملكة الجزية عن يد و هي صاغرة بمعنى ان تأتي لدفع الجزية و هي مقرفصة مثلا.
بعد هذا الا يحق لنا ان نسأل اين موضع الخطأ على وجه التحديد، في النظرية ام في التطبيق؟؟
الحقيقة الامر سواء... فإذا كان التطبيق خطأ فهو يرجع من النظرية فنحن لا نتحدث عن نظرية اجتاعية قيد الدراسة و التجربة و لكن عن نظرية الهية، نظرية الهية تحتوي حل جميع الامراض الاجتماعية و العقد النفسية للانسان و حل جميع مشاكله الحياتية، فخطأ تطبيقها يهدمها من اساسها لانها بديهيا يجب ان تكون مفهومة عل الاقل من جانب مطبقيها!!
فالمسلمون اليوم على اختلاف قومياتهم و اعراقهم و ثقافاتهم متفقين بأنهم جميعا لا يطبقوا تعاليم الاسلام الصحيح و لا يمتون له بصلة وصل و هو منهم بريء، بناء على هذا الاعتراف حلت جميع المشاكل، فإذا كان الخطأ في النظرية -بكل بساطة- لا يوجد اي سبب يدعو للاستمرار بتطبيقها!! و إن كان الخطأ في التطبيق من ذا الذي يستطيع أن يحكم بأن المسلمون يطبقون النظرية بالشكل الذي يرضاه الله ورسوله، بعد ان عقّدها الله بقطع الوحي شبكة الاتصال الوحيدة المرخص لها بالتواصل معه؟؟
في النهاية ..و بناء على ما تقدم، بما أن المسلمون بناء على رأيهم في انفسهم لا يمثلون الاسلام ولا يطبقون تعاليمه التي شرّعها الحكيم من فوق سبع سموات اقترح تطبيق حد الردة عليهم!!!