----------
سلامات
----------
إقتباس
الموضوع منقول من زميل
الموضوع ليس سياسي ولكن من أسباب ماحدث مع الزميل : السياسة
[quote name='ك' timestamp='1326242230' post='326028']
ارسلت في اليوم, 12:37 ص
تحية طيبة للجميع.
بعد فترة غياب طويلة عن العراق هاج في صدري اشتياق الى الديار فشددت الرحال و حجزت تذكرة الى بغداد عن طريق ابو ظبي ترانزيت و حان اليوم الموعود و ما هي الا ساعات قليلة و انا في ابو مطار ابو ظبي و لو اني اعتقدت انه مطار هندي لكثرة العاملين فيه من الهند حتى الامن هنود المهم نعود الى الموضوع كانت فترة انتظار 14 ساعة في المطار و طائرتنا انا و اصدقائي الى بغداد في العاشرة صباحا , في الثامنة فتحت البوابة و كانت اول مفاجئة.... اعتقدت انهم يوزعون الذهب مجانا عند البوابة بسبب الحشد غير المنتظم و الذي بدأ افراده يدوس بعضه بعضا! سألت واحدا منهم ما القضية قال لقد فتحوا البوابة فسألته و لما هذا التدافع؟ قال حتى "نلحك ندخل" تعجبت بدوري و سألت احد افراد الامن الاماراتي هل ان المقاعد لا تكفي و الذي يتأخر عليه الانتظار للرحلة القادمة؟ ضحك و قال لي لا المقاعد على عدد المسافرين لكن عراقيين!
الحقيقة احسست بالخجل للطريقة التي قال بها "عراقيين" و لسان حاله يقول "عبج" اعتقد انه لم يظن انني عراقي لان طول الاقامة في الخارج و محاولة التفاهم مع ابناء الجالية العربية من كل البلدان كل ذلك اثر على طريقة كلامي على ما اظن و اللات اعلم!
دخل الحشد الطائرة و كنا اخر الداخلين نحن الثلاثة و رابع امريكي ضخم الجثة حليق الرأس و هنا وجدنا الحشد بأجمعه واقفا في ممر الطائرة بين الكراسي و كل يسأل اين مقعدي؟! و المضيفات يشرحن لكل واحد كيف يقرأ رقم مقعده على البطاقة و اين يجد الرقم على سقف الطائرة! انتظرنا مدة ربع ساعة حتى جلسوا و وصلنا الى مقاعدنا سالمين....
و هنا بدأ بكاء و عويل الاطفال و صياح الامهات و تأفف المسنين و تذمر اكثر الرجال بسبب عدم استطاعتهم التدخين داخل الطائرة و الرحلة تستغرق ساعتين اقلعت الطائرة و ما ان قال الطيار من الممكن الان خلع الاحزمة حتى قفز الجميع من اماكنهم و حثوا الخطى الى مؤخرة الطائرة , الى اين؟ الجميع يصيح محصور! اريد الحك على التواليت!!
استمر مسلسل البول تقريبا نصف ساعة و لم يهدأ الا عندما قالت المضيفة افرغوا الممر لعربة الطعام و لن اتحدث عن الطعام فذلك فلم طويل!
هبطت الطائرة و فتح الباب و بدأ التدافع و كأن الطائرة ستنفجر و يجب الخروج بأسرع ما يمكن و الا الموت لا محالة!
وصلت باب الطائرة و تلقيت لفحة من الهواء الساخن جدا حيث اننا كنا في تموز الجو العراقي شديد الحرارة في هذا الشهر دخلنا "المطار" المشكلة انني لم اجد اي شيء يدل على انه مطار! لا و المصيبة اسم القاعة بابل و توجد جدارية برونزية كبيرة لبوابة بابل و الذي اثار انتباهي ان الامريكي دخل اسرع من الجميع فلم يتأخر عند مكتب جوازات الاجانب اكثر من عشر ثواني!
العربات قليلة العدد جدا محطمة العجلات و هنالك شبان كل واحد ممسك بعربة يوصلك للباص بمبلغ!!
كانت لحقيبتي عجلات سحبتها و ركبنا السيارة الى ساحة عباس بن فرناس حيث ينتظرنا الاهل و الاقارب لان الدخول ممنوع الى المطار الا للمسافرين بعد القبلات و الدموع و المحاضن صعدنا السيارة و توجهنا الى بغداد على طور الطريق الى محلتنا خرائب و دمار و حيطان اسمنتية و قوات جيش اقرب الى المرتزقة منهم الى قوات الامن فمنظرهم غير منظم و القيافة العسكرية معدومة و الوقوف غير نظامي , كانت الحرارة شديدة و الطرق مزدحمة حتى ان مكيف السيارة لا فائدة ترجى منه لبطئ حركة السيارة , على طول الطريق تظن نفسك في مزبلة لكثرة الاوساخ و الازبال و اكياس النايلون المتطايرة في كل مكان و عبوات الماء و العصير اكوام على جانبي الطريقو المياه الاسنة و رائحتها النفاذة في معظم الشوارع.
اما فوق الشوارع بثلاث امتار او اربع فتمتد شبكات غير منظمة و متشابكة مع بعضها من الاسلاك و بمختلف الاتجاهات اسالك هاتف و كهرباء مولدة الشارع و خط سحب من المنطقة المقابلة و اسلاك "جطل" اما الهواء فلا يمكن ان نسميه هواءا فرائحة الدخان و رائحة الاوساخ و مياه المجاري و جيف الكلاب و القطط تسمم الهواء و لا اريد المبالغة في القول بأن هواء بغداد لا يتجاوز الاوكسجين فيه نسبة ال11%!
لبثت في العراق لاكثر من شهر زرت في هذه المدة عدد مما يسمى بدوائر الدولة و ما هي من وجهة نظري الا خرائب الدولة و اماكن لرفع الضغط , التعامل سيء جدا و الرشوى منتشرة في كل الاقسام و يجب تسليم الهاتف عند المدخل و عند خروجي اكتشفت ان موبايلي مكسور و الحرس قال ان لا علم له و الاسوء انني اكتشفت و انا في طريق العودة انهم اتصلوا من هاتفي و نفذ معظم الرصيد!
في احدى الليالي و انا نائم سمعت دوي و اصوات مرتفعة في ظلمة الليل الحالك قمت مرعوبا و كل ظني انهم الجيش للتفتيش فاسرعت الى الباب كي اشرح لهم ان النساء نيام كي ينتظروا حتى يلبسوا و فتحت الباب و خرجت و اذا برجل مع طبل و مراهقين و شخص ملتحي! و انا اصفر اللون بملابس النوم فأذا هو المسحرجي! قلت له يا اخي لما هذا الازعاج كل عائلة و لديها عشرين منبه و موبايل في البيت و هم يستيقظون يتسحرون اضف الى ذلك ما ذنب المسيح و الصابئة لتوقضهم؟!
الجماعة تعجبوا لكلامي و لم يفهموا و ظنوا انني احلم و لم استيقظ بعد...
كثير من الامور لا مجال لذكرها لكن حادثة اريد ان اقصها لكم...ذهبت مع والدي الى السوق الشعبي في المنطقة و دخلنا من الجهة التي يذبحون فيها الطيور و الغنم و و ينظفون فيها السمك دخلت و الرائحة كانت لا تطاق لدرجة اني تقيأت و خرجت و الناس متعجبون ما به هذا الشاب؟!!!
و هم يشترون و يشيرون الى القصاب!
تجاوزت مدة بقائي الشهر بقليل و خرجت عائدا من العراق سريع الخطى و لا اظنني سأعود لاكرر تلك التجربة فلم اجد اي شيء هنالك من الممكن ان اسميه وطني!
[/quote]
إقتباس من مداخلة
[quote name='ا' timestamp='1326244532' post='326038']
هذه الأيام الإزدحامات في الطرق وصلت إلى الله في سمائه، و شوارع رئيسية في بغداد مسدودة تماماً
لكي تمشي عليها حشود الناس متجهين إلى مدينة كربلاء
الصراخ والعويل على الحسين يختلط بين سمّاعات السيارات، والسماعات التي على الأرصفة، والتي لا يُفهم من من صراخهم شيء بسبب إرتفاع الصوت لأعلى من قدرة السمّاعة
وعلى جانبيهم أعقاب السكائر ومخلفات الطعام والشراب
[/quote]
سلامات
----------
إقتباس
الموضوع منقول من زميل
الموضوع ليس سياسي ولكن من أسباب ماحدث مع الزميل : السياسة
[quote name='ك' timestamp='1326242230' post='326028']
ارسلت في اليوم, 12:37 ص
تحية طيبة للجميع.
بعد فترة غياب طويلة عن العراق هاج في صدري اشتياق الى الديار فشددت الرحال و حجزت تذكرة الى بغداد عن طريق ابو ظبي ترانزيت و حان اليوم الموعود و ما هي الا ساعات قليلة و انا في ابو مطار ابو ظبي و لو اني اعتقدت انه مطار هندي لكثرة العاملين فيه من الهند حتى الامن هنود المهم نعود الى الموضوع كانت فترة انتظار 14 ساعة في المطار و طائرتنا انا و اصدقائي الى بغداد في العاشرة صباحا , في الثامنة فتحت البوابة و كانت اول مفاجئة.... اعتقدت انهم يوزعون الذهب مجانا عند البوابة بسبب الحشد غير المنتظم و الذي بدأ افراده يدوس بعضه بعضا! سألت واحدا منهم ما القضية قال لقد فتحوا البوابة فسألته و لما هذا التدافع؟ قال حتى "نلحك ندخل" تعجبت بدوري و سألت احد افراد الامن الاماراتي هل ان المقاعد لا تكفي و الذي يتأخر عليه الانتظار للرحلة القادمة؟ ضحك و قال لي لا المقاعد على عدد المسافرين لكن عراقيين!
الحقيقة احسست بالخجل للطريقة التي قال بها "عراقيين" و لسان حاله يقول "عبج" اعتقد انه لم يظن انني عراقي لان طول الاقامة في الخارج و محاولة التفاهم مع ابناء الجالية العربية من كل البلدان كل ذلك اثر على طريقة كلامي على ما اظن و اللات اعلم!
دخل الحشد الطائرة و كنا اخر الداخلين نحن الثلاثة و رابع امريكي ضخم الجثة حليق الرأس و هنا وجدنا الحشد بأجمعه واقفا في ممر الطائرة بين الكراسي و كل يسأل اين مقعدي؟! و المضيفات يشرحن لكل واحد كيف يقرأ رقم مقعده على البطاقة و اين يجد الرقم على سقف الطائرة! انتظرنا مدة ربع ساعة حتى جلسوا و وصلنا الى مقاعدنا سالمين....
و هنا بدأ بكاء و عويل الاطفال و صياح الامهات و تأفف المسنين و تذمر اكثر الرجال بسبب عدم استطاعتهم التدخين داخل الطائرة و الرحلة تستغرق ساعتين اقلعت الطائرة و ما ان قال الطيار من الممكن الان خلع الاحزمة حتى قفز الجميع من اماكنهم و حثوا الخطى الى مؤخرة الطائرة , الى اين؟ الجميع يصيح محصور! اريد الحك على التواليت!!
استمر مسلسل البول تقريبا نصف ساعة و لم يهدأ الا عندما قالت المضيفة افرغوا الممر لعربة الطعام و لن اتحدث عن الطعام فذلك فلم طويل!
هبطت الطائرة و فتح الباب و بدأ التدافع و كأن الطائرة ستنفجر و يجب الخروج بأسرع ما يمكن و الا الموت لا محالة!
وصلت باب الطائرة و تلقيت لفحة من الهواء الساخن جدا حيث اننا كنا في تموز الجو العراقي شديد الحرارة في هذا الشهر دخلنا "المطار" المشكلة انني لم اجد اي شيء يدل على انه مطار! لا و المصيبة اسم القاعة بابل و توجد جدارية برونزية كبيرة لبوابة بابل و الذي اثار انتباهي ان الامريكي دخل اسرع من الجميع فلم يتأخر عند مكتب جوازات الاجانب اكثر من عشر ثواني!
العربات قليلة العدد جدا محطمة العجلات و هنالك شبان كل واحد ممسك بعربة يوصلك للباص بمبلغ!!
كانت لحقيبتي عجلات سحبتها و ركبنا السيارة الى ساحة عباس بن فرناس حيث ينتظرنا الاهل و الاقارب لان الدخول ممنوع الى المطار الا للمسافرين بعد القبلات و الدموع و المحاضن صعدنا السيارة و توجهنا الى بغداد على طور الطريق الى محلتنا خرائب و دمار و حيطان اسمنتية و قوات جيش اقرب الى المرتزقة منهم الى قوات الامن فمنظرهم غير منظم و القيافة العسكرية معدومة و الوقوف غير نظامي , كانت الحرارة شديدة و الطرق مزدحمة حتى ان مكيف السيارة لا فائدة ترجى منه لبطئ حركة السيارة , على طول الطريق تظن نفسك في مزبلة لكثرة الاوساخ و الازبال و اكياس النايلون المتطايرة في كل مكان و عبوات الماء و العصير اكوام على جانبي الطريقو المياه الاسنة و رائحتها النفاذة في معظم الشوارع.
اما فوق الشوارع بثلاث امتار او اربع فتمتد شبكات غير منظمة و متشابكة مع بعضها من الاسلاك و بمختلف الاتجاهات اسالك هاتف و كهرباء مولدة الشارع و خط سحب من المنطقة المقابلة و اسلاك "جطل" اما الهواء فلا يمكن ان نسميه هواءا فرائحة الدخان و رائحة الاوساخ و مياه المجاري و جيف الكلاب و القطط تسمم الهواء و لا اريد المبالغة في القول بأن هواء بغداد لا يتجاوز الاوكسجين فيه نسبة ال11%!
لبثت في العراق لاكثر من شهر زرت في هذه المدة عدد مما يسمى بدوائر الدولة و ما هي من وجهة نظري الا خرائب الدولة و اماكن لرفع الضغط , التعامل سيء جدا و الرشوى منتشرة في كل الاقسام و يجب تسليم الهاتف عند المدخل و عند خروجي اكتشفت ان موبايلي مكسور و الحرس قال ان لا علم له و الاسوء انني اكتشفت و انا في طريق العودة انهم اتصلوا من هاتفي و نفذ معظم الرصيد!
في احدى الليالي و انا نائم سمعت دوي و اصوات مرتفعة في ظلمة الليل الحالك قمت مرعوبا و كل ظني انهم الجيش للتفتيش فاسرعت الى الباب كي اشرح لهم ان النساء نيام كي ينتظروا حتى يلبسوا و فتحت الباب و خرجت و اذا برجل مع طبل و مراهقين و شخص ملتحي! و انا اصفر اللون بملابس النوم فأذا هو المسحرجي! قلت له يا اخي لما هذا الازعاج كل عائلة و لديها عشرين منبه و موبايل في البيت و هم يستيقظون يتسحرون اضف الى ذلك ما ذنب المسيح و الصابئة لتوقضهم؟!
الجماعة تعجبوا لكلامي و لم يفهموا و ظنوا انني احلم و لم استيقظ بعد...
كثير من الامور لا مجال لذكرها لكن حادثة اريد ان اقصها لكم...ذهبت مع والدي الى السوق الشعبي في المنطقة و دخلنا من الجهة التي يذبحون فيها الطيور و الغنم و و ينظفون فيها السمك دخلت و الرائحة كانت لا تطاق لدرجة اني تقيأت و خرجت و الناس متعجبون ما به هذا الشاب؟!!!
و هم يشترون و يشيرون الى القصاب!
تجاوزت مدة بقائي الشهر بقليل و خرجت عائدا من العراق سريع الخطى و لا اظنني سأعود لاكرر تلك التجربة فلم اجد اي شيء هنالك من الممكن ان اسميه وطني!
[/quote]
إقتباس من مداخلة
[quote name='ا' timestamp='1326244532' post='326038']
هذه الأيام الإزدحامات في الطرق وصلت إلى الله في سمائه، و شوارع رئيسية في بغداد مسدودة تماماً
لكي تمشي عليها حشود الناس متجهين إلى مدينة كربلاء
الصراخ والعويل على الحسين يختلط بين سمّاعات السيارات، والسماعات التي على الأرصفة، والتي لا يُفهم من من صراخهم شيء بسبب إرتفاع الصوت لأعلى من قدرة السمّاعة
وعلى جانبيهم أعقاب السكائر ومخلفات الطعام والشراب
[/quote]