-----------------------
سلامات
-----------------------
وجدت موضوع يحتوي على معلومات خطيرة متعلق بناحية من نواحي نظام التعامل المالي في الولايات المتحدة وأرغب بالتأكد من أصحية هذه المعلومات
مايحدث في الولايات المتحدة من أمور ليست صغيرة أحيانا قد تنعكس عالميا على البعض من الناس، لذلك الكلام المقتبس قد يفيد في محاولة لفهم كيفية إمكانية سيطرة مجموعة ليست كبيرة من البشر على أجزاء متعددة من العالم وليس فقط على الولايات المتحدة
أضع لمن يرغب بالإطلاع الموضوع المقبس مع تعديلات طفيفة وتنظيم للموضوع مني
الإقتباس
[quote='ك' pid='1026797510' dateline='1307783262']
الاحتياطي الفدرالي الأمريكي
في عام 1775 انطلقت شرارة الحرب الأمريكية البريطانية والتي انتهت باستقلال أمريكا عن التاج البريطاني ... كان هناك العديد من الأسباب لهذه الحرب، منها وربما من أهمها هو أن الملك جورج الثالث ملك بريطانيا العظمى قام بإلغاء صكوك العملة التي كانت تصدر بدون فائدة وتداولتها المستعمرات البريطانية في أمريكا في ذلك الوقت، وبدل ذلك قام بإرغام المستعمرات على تداول العملة الصادرة من البنك المركزي البريطاني بفائدة، مما وضع المستعمرات تحت الدين مباشرة...
وكما كتب بنجامين فرانكلين لاحقا: "رفض الملك جورج الثالث السماح للمستعمرات بإدارة نظام مالي صادق والذي قام بتحرير الرجل العادي من مخالب المتحكمين الماليين كان ربما السبب الرئيسي للثورة"
في عام 1783 فازت الولايات المتحدة باستقلالها عن التاج البريطاني، لكن معركتها مع مبدأ البنك المركزي كانت قد بدأت للتو!!!
ما هو البنك المركزي؟
البنك المركزي هو المؤسسة التي تصدر عملة أمة معينة، وبناءا على معلومات تاريخية، هناك قوتان معروفتان في علم البنوك المركزية:
1- التحكم بالفائدة
2- التحكم بإنتاج المال (التضخم)
البنك المركزي لا يقوم بكل بساطة بمجرد إمداد حكومة الدولة بالمال، بل يقوم بإقراض هذا المال للحكومة بفائدة!!!! ومن ثم وعن طريق أساليب زيادة أو نقصان إمدادات العملة يقوم البنك المركزي بتنظيم والتحكم بقيمة هذه العملة التي أصدرها.
من المهم أن نفهم بأن الهيكلية لهذا النظام بأكمله تفضي إلى نتيجة واحدة على المدى البعيد: الدين
لا يتطلب فهم هذه المؤامرة الكثير من العبقرية، فكل دولار ينتجه البنك المركزي يتم إقراضه للحكومة بفائدة، وذلك يعني أن كل دولار يتم إنتاجه يساوي:
[align=center]قيمة ذلك الدولار + "س" بالمئة من قيمة ذلك الدولار كدين (دين فوري)
[/align]
وبما أن البنك المركزي يعتبر الجهة الوحيدة والمحتكرة لإنتاج العملة لبلد بأكمله، ويقوم ذلك البنك بإقراض كل دولار ينتجه إضافة إلى دين فوري مصاحب له، فمن أين يأتي المال لسداد ذلك القرض؟؟؟؟ ليس من أي جهة إلا من البنك المركزي مرة أخرى!!!!!! وذلك يعني أن البنك المكزي عليه زيادة إمدادات العملة بشكل دائم ليقوم وبشكل مؤقت بتغطية الدين الناتج والذي بدوره وبما أن المال الجديد الذي يتم إنتاجه يتم إنتاجه وإقراضه مرة أخرى بفائدة بالتالي يقوم بإنتاج دين أكبر!!!!!
النتيجة النهائية لهذا النظام هي ببساطة = العبودية لأنه من المستحيل لا للحكومة ولا الشعب للخروج من دوامة الدين التي أضحت ذاتية الحركة (self generating)...
الآباء المؤسسون للولايات المتحدة الأمريكية كانوا واعين تماما لهذا الخطر:
[align=center]"أعتقد بأن المؤسسات البنكية أعظم خطرا من الجيوش المجيشة ... إذا سمح الشعب الأمريكي يوما للبنوك الخاصة بإنتاج عملتهم، فستقوم تلك البنوك المؤسسات التي ستبنى حولها بحرمان الشعب من ممتلكاته حتى يستيقظ أحفادهم يوما ما مشردين على القارة التي اكتشفها وفتحها أجدادهم"
توماس جيفرسون 1743-1826[/align]
بحلول القرن العشرين، كانت الولايات المتحدة قد قامت فعلا بتأسيس وإلغاء عدة بنوك مركزية، والتي كانت قد وضعت سابقا من قبل أصحاب مصالح مالية جشعة! في ذلك الوقت، كان العائلات المسيطرة على عالم البنوك هم عائلة الروكفلر، عائلة مورجان، وربيرغ، والروثشايلدز، وفي بداية ال1900 سعوا بقوة للدفع باتجاه تشريع بنك مركزي آخر.
مع ذلك كانوا واعين بأن الحكومة والشعب قد طفح كيلهم من كذا مؤسسات، لذلك كان يجب حصول حادثة تغير وجهة النظر تلك! لذلك قام جي بي مورجان، والمعروف بكونه أيقونة في عالم المال والأعمال في ذلك الوقت، قام باستغلال نفوذه لإنتاج إشاعات بأن أحد أهم بنوك نيويورك كان على شفير إعلان إفلاسه! ... عرف مورجان بان ذلك سيتسبب بهستيريا جماعية مما سينسحب أثره على بنوك أخرى أيضا، وفعلا حصل ذلك!!! ... خوفا من فقدان مدخراتهم، بدأ أفراد الشعب بعمليات سحب ودائع هائلة، مما دفع البنوك للبدء بتحصيل الديون مما دفع المدينين بالبدء ببيع مقتنايتهم من عقارات وأملاك مما أدى إلى دوامة من الإفلاسات والإستحواذات أفضت إلى فوضى عارمة!
بترتيب الأحداث التي كونت هذه الأحجية بعد سنوات من تلك الحوادث، كتب فريدريك آلان من مجلة لايف (life magazine):
[align=center]"كان من مصلحة مورجان أن يقوم بتأجيج الذعر خلال أحداث عام 1907 بالإضافة إلى توجيه هذا الذعر بكل ذكاء"
[/align]
بلا وعي للمكيدة الحاصلة، أدت أحداث عام 1907 إلى تحقيق في الكونجرس الأمريكي، وقد تزعم السيناتور نيلسون ألدريك هيئة التحقيق تلك، والمفارقة هي أن لنيلسون علاقات وثيقة مع المحكمين في عالم البنوك، ولاحقا أصبح جزءا من عائلة الروكفلر عن طريق الزواج!
كانت توصيات الهيئة التي كان يقودها ألدريك بان يتم تطبيق نظام بنك مركزي لتجنب أحداث ممائلة لأحداث عام 1907! وكانت تلك الشرارة التي احتاجها رجالات البنوك لبدء خطتهم...
في عام 1910، عقد اجتماع سري في إحدى عقارات جي بي مورجان على جزيرة جيكل مقابل ساحل جورجيا، حيث تم كتابة مسودة قانون يسمى "قانون الإحتياطي الفدرالي" (Federal Reserve Act) ... لقد تمت كتابة هذا القانون من قبل أصحاب البنوك لا من قبل رجال القانون! وكان هذا القانون محاطا بالسرية ومخفيا عن الحكومة والشعب إلى درجة أن الأعضاء العشرة (يزيدون أو ينقصون) طلب منهم ألا يستخدموا إلا الإسم الأول عند مخاطبة الآخرين...
بعد كتابة مسودة ذلك القانون، تم تسليمه إلى الواجهة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية عن طريق السيناتور نيلسون ألدريك للضغط على الكونجرس، وفي عام 1913 وبدعم قوي من البنكيين، أصبح وودرو ويلسون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية بعد أن وافق على توقيع قانون الإحتياطي الفدرالي في مقابل دعمه في حملته الإنتخابية. وقبل يومين من أعياد الميلاد، عندما كان معظم أعضاء الكونجرس الأمريكي في بيوتهم مع عائلاتهم، تم التصويت على قانون الإحتياطي الفدرالي الأمريكي وقام وودرو ويلسون بتحويله إلى تشريع!
بعد سنوات، كتب وودرو ويلسون تعبيرا عن ندمه:
[align=center]"أنا أكثر الرجال تعاسة، لقد قمت بكل سذاجة بتدمير بلدي. أمة صناعية عظيمة أضحت الآن تحت سيطرة الدين الذي أنتجه نظامها نفسه. نحن لم نعد حكومة مبنية على حرية الرأي، حكومة مبنية على القناعة ورأي الأغلبية، بل حكومة تخضع لرأي مجموعة صغيرة من الرجال المسيطرين."
وودرو ويلسون - 1919[/align]
تم إعلام الشعب بأن نظام الإحتياطي الفدرالي سيؤدي إلى التوازن الإقتصادي، وبأن التضخم والكوارث الإقتصادية ستضحي أمرا من الماضي ... وكما أثبت التاريخ، فليس هناك ما هو أبعد عن الحقيقة من ذلك! الحقيقة أن أحاب البنوك علموا كيفية استغلال هذه الماكينة لتحقيق طموحاتهم الشخصية!
على سبيل المثال، ما بين 1914 و1919 قام بنك الإحتياطي الفدرالي بزيادة إمدادات العملة بحوالي 100% مما أدى إلى زيادة الإقراض من البنوك الصغيرة إلى عامة الشعب، ثم في عام 1920 قام الإحتياطي الفدرالي بالمطالبة بنسب كبيرة من هذه الأموال، مما أدى إلى مطالبة البنوك لعملائها بسداد القروض، وتماما كما حصل في عام 1907 بدأت دوامة جديدة من الإفلاسات والاستحواذات والهلع ...
ما يقرب من 5400 بنك خارج نظام الإحتياطي الفدرالي أعلن إفلاسها، مما أدى إلى ترسيخ النظام البنكي المركزي أكثر فأكثر ...
لاحقا لتلك الجريمة، صرح رجل مجلس الكونجرس الأمريكي كريس ليندبرغ في عام 1921: "تحت غطاء قانون الإحتياطي الفدرالي، يتم خلق الإضطرابات بطريقة علمية، الإضطراب الحالي هو أول اضطراب يتم خلقه علميا وبشكل مخطط له، يتم العمل به بينما نحن مشغولون بالخروج بمعادلة رياضية له"
لكن أحداث عام 1920 لم تكن سوى البداية، ما بين الأعوام 1921 وو1929 قام الإحتياطي الفدرالي بزيادة إمدادات العملة ب62% مما أدى مرة أخرى بزيادة الإقراض للشعب والبنوك، كما ظهر نوع جديد من القروض اسمه Margin Loan (ما بعرف كيف أترجمها) في سوق الأسهم، وببساطة يقوم هذا القرض على مبدأ السماح للمستثمر بدفع 10% فقط من أسعار الأسهم التي يستثمر فيها (مع الحصول القدرة على التداول بكل حرية) وال90% المتبقية يتم تغطيتها على شكل قرض من المضارب. بعبارات أخرى، كان بإمكان المستثمر الحصول على ما قيمته 1000 دولار من الأسهم مقابل دفع 100 دولار فقط. حازت هذه الطريقة على شعبية واسعة حيث بدا أن الجميع يجني الكثير من المال، لكن كان هناك مصيدة مخفية خلف هذا القرض، يمكن للمقرض أن يقوم بطلب سداد القرض في أي وقت وبلا إشعار ويجب أن يتم السداد خلال 24 ساعة لا أكثر!!! وهذا يعني أن الطريقة الوحيدة تقريبا لسداد القرض هي عن طريق بيع الأسهم المشتراة باستخدامه!
عدة أشهر قبل أكتوبر من عام 1929، قام جي دي روكفلر، برنارد باراك وآخرون من المتنفذين في السوق قاموا بالإنسحاب بهدوء من السوق، ثم في 24 أكتوبر من عام 1929 قام الممولون في نيويورك بإصدار إشعارات السداد للmargin loans بالجملة!!!!! ذلك أدى إلى موجة فورية من المبيعات الهائلة للأسهم، حيث أن الجميع كان قد اقترض لشراء الأسهم مما أدى إلى إفلاسات بالجملة، حيث أفلس حوالي 16000 بنك، مما سمح لأصحاب رؤوس الأموال أولئك ليس فقط للاستحواذ على البنوك بأسعار شبه تفضيلية، وإنما بالإستحواذ على مؤسسات أخرى بأسرها بأسعار شبه مجانية، لقد كانت تلك أكبر عملية سرقة في التاريخ الحديث!
لكن ذلك لم يتوقف عن هذا الحد، بدلا عن القيام بتوسيع إمدادات العملة للمساعدة على تخطي الأزمة، قام الإحتياطي الفدرالي بتقليصها مما أدى إلى حدوث أحد أكبر حالات الكساد العالمي في التاريخ المعروف.
مرة أخرى، عاد رجل مجلس الكونجرس لويس مكفادن وبدأ حملة لتمرير قانون يدعو لإلغاء تشريع الإحتياطي الفدرالي، حيث صرح: "لقد كانت حادثة مخططا لها بكل دقة وتأن، لقد قام ألبنكيون العالميون بالتخطيط لهكذا أحداث تدفعنا إلى شفير اليأس، لعلها تنصبهم حكاما لنا كلنا"
ومما لا يدعو للإستغراب، وبعد محاولتين سابقتين لاغتياله، تم اغتيال لويس مكفادن عبر تسميمه قبل أن يتمكن من تمرير ذلك القانون!
بعد ذلك، قرر المتحكمون بصنع القرار في الإحتياطي الفدرالي بأن معيار ربط العملة بالذهب يجب أن يتم إلغاؤه، ولفعل ذلك كان يتحتم عليهم الإستيلاء على ما تبقى من ذهب في النظام، لذلك وتحت غطاء المساعدة على إنهاء الكساد جاءت حملة الإستيلاء على الذهب لعام 1933، وتحت التهديد بالحبس لمدة عشر سنوات، كان يتحتم على كل مواطن في أمريكا تسليم ما لديه من ذهب إلى الخزينة، بكل بساطة تمت سرقة أفراد الشعب من أي ثروة كانت معهم مهما كانت صغيرة! وفي نهاية عام 1933 تم فك ارتباط العملة الأمريكية بالذهب!
إذا نظرت إلى ورقة عملة أمريكية مما قبل عام 1933 ستقرأ عليها بأنها مستبدلة بالذهب، أما إذا نظرت إلى ورقة الدولار اليوم فستقرأ عليها بأنها ورقة قانونية مما يعني بأنها مدعومة ب"لا شيء" على الإطلاق!!! إنها عبارة عن قصاصة ورق لا قيمة لها!
يتبع
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
سلامات
-----------------------
وجدت موضوع يحتوي على معلومات خطيرة متعلق بناحية من نواحي نظام التعامل المالي في الولايات المتحدة وأرغب بالتأكد من أصحية هذه المعلومات
مايحدث في الولايات المتحدة من أمور ليست صغيرة أحيانا قد تنعكس عالميا على البعض من الناس، لذلك الكلام المقتبس قد يفيد في محاولة لفهم كيفية إمكانية سيطرة مجموعة ليست كبيرة من البشر على أجزاء متعددة من العالم وليس فقط على الولايات المتحدة
أضع لمن يرغب بالإطلاع الموضوع المقبس مع تعديلات طفيفة وتنظيم للموضوع مني
الإقتباس
[quote='ك' pid='1026797510' dateline='1307783262']
الاحتياطي الفدرالي الأمريكي
في عام 1775 انطلقت شرارة الحرب الأمريكية البريطانية والتي انتهت باستقلال أمريكا عن التاج البريطاني ... كان هناك العديد من الأسباب لهذه الحرب، منها وربما من أهمها هو أن الملك جورج الثالث ملك بريطانيا العظمى قام بإلغاء صكوك العملة التي كانت تصدر بدون فائدة وتداولتها المستعمرات البريطانية في أمريكا في ذلك الوقت، وبدل ذلك قام بإرغام المستعمرات على تداول العملة الصادرة من البنك المركزي البريطاني بفائدة، مما وضع المستعمرات تحت الدين مباشرة...
وكما كتب بنجامين فرانكلين لاحقا: "رفض الملك جورج الثالث السماح للمستعمرات بإدارة نظام مالي صادق والذي قام بتحرير الرجل العادي من مخالب المتحكمين الماليين كان ربما السبب الرئيسي للثورة"
في عام 1783 فازت الولايات المتحدة باستقلالها عن التاج البريطاني، لكن معركتها مع مبدأ البنك المركزي كانت قد بدأت للتو!!!
ما هو البنك المركزي؟
البنك المركزي هو المؤسسة التي تصدر عملة أمة معينة، وبناءا على معلومات تاريخية، هناك قوتان معروفتان في علم البنوك المركزية:
1- التحكم بالفائدة
2- التحكم بإنتاج المال (التضخم)
البنك المركزي لا يقوم بكل بساطة بمجرد إمداد حكومة الدولة بالمال، بل يقوم بإقراض هذا المال للحكومة بفائدة!!!! ومن ثم وعن طريق أساليب زيادة أو نقصان إمدادات العملة يقوم البنك المركزي بتنظيم والتحكم بقيمة هذه العملة التي أصدرها.
من المهم أن نفهم بأن الهيكلية لهذا النظام بأكمله تفضي إلى نتيجة واحدة على المدى البعيد: الدين
لا يتطلب فهم هذه المؤامرة الكثير من العبقرية، فكل دولار ينتجه البنك المركزي يتم إقراضه للحكومة بفائدة، وذلك يعني أن كل دولار يتم إنتاجه يساوي:
[align=center]قيمة ذلك الدولار + "س" بالمئة من قيمة ذلك الدولار كدين (دين فوري)
[/align]
وبما أن البنك المركزي يعتبر الجهة الوحيدة والمحتكرة لإنتاج العملة لبلد بأكمله، ويقوم ذلك البنك بإقراض كل دولار ينتجه إضافة إلى دين فوري مصاحب له، فمن أين يأتي المال لسداد ذلك القرض؟؟؟؟ ليس من أي جهة إلا من البنك المركزي مرة أخرى!!!!!! وذلك يعني أن البنك المكزي عليه زيادة إمدادات العملة بشكل دائم ليقوم وبشكل مؤقت بتغطية الدين الناتج والذي بدوره وبما أن المال الجديد الذي يتم إنتاجه يتم إنتاجه وإقراضه مرة أخرى بفائدة بالتالي يقوم بإنتاج دين أكبر!!!!!
النتيجة النهائية لهذا النظام هي ببساطة = العبودية لأنه من المستحيل لا للحكومة ولا الشعب للخروج من دوامة الدين التي أضحت ذاتية الحركة (self generating)...
الآباء المؤسسون للولايات المتحدة الأمريكية كانوا واعين تماما لهذا الخطر:
[align=center]"أعتقد بأن المؤسسات البنكية أعظم خطرا من الجيوش المجيشة ... إذا سمح الشعب الأمريكي يوما للبنوك الخاصة بإنتاج عملتهم، فستقوم تلك البنوك المؤسسات التي ستبنى حولها بحرمان الشعب من ممتلكاته حتى يستيقظ أحفادهم يوما ما مشردين على القارة التي اكتشفها وفتحها أجدادهم"
توماس جيفرسون 1743-1826[/align]
بحلول القرن العشرين، كانت الولايات المتحدة قد قامت فعلا بتأسيس وإلغاء عدة بنوك مركزية، والتي كانت قد وضعت سابقا من قبل أصحاب مصالح مالية جشعة! في ذلك الوقت، كان العائلات المسيطرة على عالم البنوك هم عائلة الروكفلر، عائلة مورجان، وربيرغ، والروثشايلدز، وفي بداية ال1900 سعوا بقوة للدفع باتجاه تشريع بنك مركزي آخر.
مع ذلك كانوا واعين بأن الحكومة والشعب قد طفح كيلهم من كذا مؤسسات، لذلك كان يجب حصول حادثة تغير وجهة النظر تلك! لذلك قام جي بي مورجان، والمعروف بكونه أيقونة في عالم المال والأعمال في ذلك الوقت، قام باستغلال نفوذه لإنتاج إشاعات بأن أحد أهم بنوك نيويورك كان على شفير إعلان إفلاسه! ... عرف مورجان بان ذلك سيتسبب بهستيريا جماعية مما سينسحب أثره على بنوك أخرى أيضا، وفعلا حصل ذلك!!! ... خوفا من فقدان مدخراتهم، بدأ أفراد الشعب بعمليات سحب ودائع هائلة، مما دفع البنوك للبدء بتحصيل الديون مما دفع المدينين بالبدء ببيع مقتنايتهم من عقارات وأملاك مما أدى إلى دوامة من الإفلاسات والإستحواذات أفضت إلى فوضى عارمة!
بترتيب الأحداث التي كونت هذه الأحجية بعد سنوات من تلك الحوادث، كتب فريدريك آلان من مجلة لايف (life magazine):
[align=center]"كان من مصلحة مورجان أن يقوم بتأجيج الذعر خلال أحداث عام 1907 بالإضافة إلى توجيه هذا الذعر بكل ذكاء"
[/align]
بلا وعي للمكيدة الحاصلة، أدت أحداث عام 1907 إلى تحقيق في الكونجرس الأمريكي، وقد تزعم السيناتور نيلسون ألدريك هيئة التحقيق تلك، والمفارقة هي أن لنيلسون علاقات وثيقة مع المحكمين في عالم البنوك، ولاحقا أصبح جزءا من عائلة الروكفلر عن طريق الزواج!
كانت توصيات الهيئة التي كان يقودها ألدريك بان يتم تطبيق نظام بنك مركزي لتجنب أحداث ممائلة لأحداث عام 1907! وكانت تلك الشرارة التي احتاجها رجالات البنوك لبدء خطتهم...
في عام 1910، عقد اجتماع سري في إحدى عقارات جي بي مورجان على جزيرة جيكل مقابل ساحل جورجيا، حيث تم كتابة مسودة قانون يسمى "قانون الإحتياطي الفدرالي" (Federal Reserve Act) ... لقد تمت كتابة هذا القانون من قبل أصحاب البنوك لا من قبل رجال القانون! وكان هذا القانون محاطا بالسرية ومخفيا عن الحكومة والشعب إلى درجة أن الأعضاء العشرة (يزيدون أو ينقصون) طلب منهم ألا يستخدموا إلا الإسم الأول عند مخاطبة الآخرين...
بعد كتابة مسودة ذلك القانون، تم تسليمه إلى الواجهة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية عن طريق السيناتور نيلسون ألدريك للضغط على الكونجرس، وفي عام 1913 وبدعم قوي من البنكيين، أصبح وودرو ويلسون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية بعد أن وافق على توقيع قانون الإحتياطي الفدرالي في مقابل دعمه في حملته الإنتخابية. وقبل يومين من أعياد الميلاد، عندما كان معظم أعضاء الكونجرس الأمريكي في بيوتهم مع عائلاتهم، تم التصويت على قانون الإحتياطي الفدرالي الأمريكي وقام وودرو ويلسون بتحويله إلى تشريع!
بعد سنوات، كتب وودرو ويلسون تعبيرا عن ندمه:
[align=center]"أنا أكثر الرجال تعاسة، لقد قمت بكل سذاجة بتدمير بلدي. أمة صناعية عظيمة أضحت الآن تحت سيطرة الدين الذي أنتجه نظامها نفسه. نحن لم نعد حكومة مبنية على حرية الرأي، حكومة مبنية على القناعة ورأي الأغلبية، بل حكومة تخضع لرأي مجموعة صغيرة من الرجال المسيطرين."
وودرو ويلسون - 1919[/align]
تم إعلام الشعب بأن نظام الإحتياطي الفدرالي سيؤدي إلى التوازن الإقتصادي، وبأن التضخم والكوارث الإقتصادية ستضحي أمرا من الماضي ... وكما أثبت التاريخ، فليس هناك ما هو أبعد عن الحقيقة من ذلك! الحقيقة أن أحاب البنوك علموا كيفية استغلال هذه الماكينة لتحقيق طموحاتهم الشخصية!
على سبيل المثال، ما بين 1914 و1919 قام بنك الإحتياطي الفدرالي بزيادة إمدادات العملة بحوالي 100% مما أدى إلى زيادة الإقراض من البنوك الصغيرة إلى عامة الشعب، ثم في عام 1920 قام الإحتياطي الفدرالي بالمطالبة بنسب كبيرة من هذه الأموال، مما أدى إلى مطالبة البنوك لعملائها بسداد القروض، وتماما كما حصل في عام 1907 بدأت دوامة جديدة من الإفلاسات والاستحواذات والهلع ...
ما يقرب من 5400 بنك خارج نظام الإحتياطي الفدرالي أعلن إفلاسها، مما أدى إلى ترسيخ النظام البنكي المركزي أكثر فأكثر ...
لاحقا لتلك الجريمة، صرح رجل مجلس الكونجرس الأمريكي كريس ليندبرغ في عام 1921: "تحت غطاء قانون الإحتياطي الفدرالي، يتم خلق الإضطرابات بطريقة علمية، الإضطراب الحالي هو أول اضطراب يتم خلقه علميا وبشكل مخطط له، يتم العمل به بينما نحن مشغولون بالخروج بمعادلة رياضية له"
لكن أحداث عام 1920 لم تكن سوى البداية، ما بين الأعوام 1921 وو1929 قام الإحتياطي الفدرالي بزيادة إمدادات العملة ب62% مما أدى مرة أخرى بزيادة الإقراض للشعب والبنوك، كما ظهر نوع جديد من القروض اسمه Margin Loan (ما بعرف كيف أترجمها) في سوق الأسهم، وببساطة يقوم هذا القرض على مبدأ السماح للمستثمر بدفع 10% فقط من أسعار الأسهم التي يستثمر فيها (مع الحصول القدرة على التداول بكل حرية) وال90% المتبقية يتم تغطيتها على شكل قرض من المضارب. بعبارات أخرى، كان بإمكان المستثمر الحصول على ما قيمته 1000 دولار من الأسهم مقابل دفع 100 دولار فقط. حازت هذه الطريقة على شعبية واسعة حيث بدا أن الجميع يجني الكثير من المال، لكن كان هناك مصيدة مخفية خلف هذا القرض، يمكن للمقرض أن يقوم بطلب سداد القرض في أي وقت وبلا إشعار ويجب أن يتم السداد خلال 24 ساعة لا أكثر!!! وهذا يعني أن الطريقة الوحيدة تقريبا لسداد القرض هي عن طريق بيع الأسهم المشتراة باستخدامه!
عدة أشهر قبل أكتوبر من عام 1929، قام جي دي روكفلر، برنارد باراك وآخرون من المتنفذين في السوق قاموا بالإنسحاب بهدوء من السوق، ثم في 24 أكتوبر من عام 1929 قام الممولون في نيويورك بإصدار إشعارات السداد للmargin loans بالجملة!!!!! ذلك أدى إلى موجة فورية من المبيعات الهائلة للأسهم، حيث أن الجميع كان قد اقترض لشراء الأسهم مما أدى إلى إفلاسات بالجملة، حيث أفلس حوالي 16000 بنك، مما سمح لأصحاب رؤوس الأموال أولئك ليس فقط للاستحواذ على البنوك بأسعار شبه تفضيلية، وإنما بالإستحواذ على مؤسسات أخرى بأسرها بأسعار شبه مجانية، لقد كانت تلك أكبر عملية سرقة في التاريخ الحديث!
لكن ذلك لم يتوقف عن هذا الحد، بدلا عن القيام بتوسيع إمدادات العملة للمساعدة على تخطي الأزمة، قام الإحتياطي الفدرالي بتقليصها مما أدى إلى حدوث أحد أكبر حالات الكساد العالمي في التاريخ المعروف.
مرة أخرى، عاد رجل مجلس الكونجرس لويس مكفادن وبدأ حملة لتمرير قانون يدعو لإلغاء تشريع الإحتياطي الفدرالي، حيث صرح: "لقد كانت حادثة مخططا لها بكل دقة وتأن، لقد قام ألبنكيون العالميون بالتخطيط لهكذا أحداث تدفعنا إلى شفير اليأس، لعلها تنصبهم حكاما لنا كلنا"
ومما لا يدعو للإستغراب، وبعد محاولتين سابقتين لاغتياله، تم اغتيال لويس مكفادن عبر تسميمه قبل أن يتمكن من تمرير ذلك القانون!
بعد ذلك، قرر المتحكمون بصنع القرار في الإحتياطي الفدرالي بأن معيار ربط العملة بالذهب يجب أن يتم إلغاؤه، ولفعل ذلك كان يتحتم عليهم الإستيلاء على ما تبقى من ذهب في النظام، لذلك وتحت غطاء المساعدة على إنهاء الكساد جاءت حملة الإستيلاء على الذهب لعام 1933، وتحت التهديد بالحبس لمدة عشر سنوات، كان يتحتم على كل مواطن في أمريكا تسليم ما لديه من ذهب إلى الخزينة، بكل بساطة تمت سرقة أفراد الشعب من أي ثروة كانت معهم مهما كانت صغيرة! وفي نهاية عام 1933 تم فك ارتباط العملة الأمريكية بالذهب!
إذا نظرت إلى ورقة عملة أمريكية مما قبل عام 1933 ستقرأ عليها بأنها مستبدلة بالذهب، أما إذا نظرت إلى ورقة الدولار اليوم فستقرأ عليها بأنها ورقة قانونية مما يعني بأنها مدعومة ب"لا شيء" على الإطلاق!!! إنها عبارة عن قصاصة ورق لا قيمة لها!
يتبع
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------